ahmed ghanem شخصيات VIP
mms : عدد الرسائل : 295 تاريخ الميلاد : 14/09/1994 الموقع : ماتتنرلتن العمل/الترفيه : الانترنت.كرة القدم المزاج : .............................. نقاط : 108722 تاريخ التسجيل : 20/10/2009
| موضوع: التوازن في حياة عباد الرحمن الإثنين مارس 22, 2010 10:15 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه
موضوع هذه الحلقة مهم، ومهم جدا للغاية فهو يتحدث عن قضية التوازن في حياة عباد الرحمن، والتوازن اليوم الجميع يحاول، ولكن يعلم يقينا أنه صعب خاصة في زمن ماديات، ولهثان، والركض الذي نراه اليوم على الجميع.. فكيف يا ترى سيحول أو سيجاهدوا أنفسهم في تحقيق هذا التوازن الذي جاء فعلا من صفات عباد الرحمن كما في سورة الفرقان يوم قال الحق عز وجل في القرآن
{وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } كان بين ذلك قواما هذه هي الصفة الخامسة من الصفات الخمس في قاعدة التحلي التي ذكرها الله عز وجل في هذه الآيات كما أشرنا سابقا في حلقات مضت.. فإن القاعدة التحلي جاءت في خمس تقريبا أمور
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً
: { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }.
{ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً}.
{رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ}.
جاءت هنا الصفة الخامسة في قاعدة التحلي، وذكر بعدها في قاعدة التخلي عن الرذائل تقريبا ثلاث صفات مهم سنأتي بمشيئة الله تعالى عليها في الحلقات الماضية، وهي الشرك في قوله تعالى { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ } وقتل النفس في قوله { وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } وقضية الزنا في قوله { وَلَا يَزْنُونَ }.. إذن هذه الحلقة موضوعها مهم، ومهم جدا؛ لأن اليوم التطرف.. الغلو.. التساهل أهلك الناس.. فالناس بين هذين الأمرين.. إما تشدد وغلو تطرف أو تساهل تمييع وترك، ولذلك جاءت مثل هذه الآية لتؤكد هذا المعنى الجميل في هذا الدين العظيم في روعته، وجماله.. ابن كثير رحمه الله تعالى يقول في معنى هذه الآية (ليسوا بمبذرين في إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة، ولا بخلاء على أهليهم، وعلى أنفسهم فيقصرون في حقهم فلا يكفونهم.. بل عدلا خيارا، وخير الأمور أوسطها.. لا هذا ولا هذا { وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } ولذلك الله تعالى يقول { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } كما في سورة الإسراء في (الآية 29) وهذه في قضية التوازن.. في الإنفاق.. كيف يكون التوازن؟. أيضا في التعامل مع الآخرين، والدخول مع الآخرين.. لا تجعل يدك، ونفسك مغلولة، ومكفهرة، ويعني تتشدد على الناس، ولا تصاحب الناس، ولا تختلط بالناس، ولا أيضا تبسط نفسك كل البسط فتقعد ملوما محسورا.. منبوذا من الناس، ومن المجتمع.. يعني لا هذا، ولا ذاك
.. أيضا الله تعالى يقول في قضية الأكل، والشرب.. السمنة اليوم الناس يعانون منها معاناة عجيبة، وأصبح مرض من أمراض العصر والله تعالى يقول: { وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } كما في سورة الأعراف في (الآية 31).
أيضا يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ{87} وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ } اليوم أكل الناس في الاقتصاد.. في البيع، والشراء.. في التجارة بين أمرين.. بين يعني الحلال، وبين الحرام.. بين التعامل في معاملات الربوية المحرمة، وبين التعامل في المعاملات البيع، والشراء التي هي حلال، ولذلك كيف يأخذ الإنسان هذه؟ وذاك؟ كيف يستطيع الإنسان فعلا أن يسير في الطريق الصحيح في مثل هذا التوازن؟ في قضية العصر.. في العمق كما يقولون وهي قضية الحياة، والحياة الدنيا، والآخرة.. كيف يستطيع المسلم أن يوازن بين الحياة الدنيا، وبين الحياة الآخرة؟ ولذلك الله تعالى أيضا قال { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } كما في سورة القصص في (الآية 77) توازن { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ } هذا الأصل { وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }. اليوم الناس قلبوا الآية قلبوها تماما.. بل بعضهم ليس فقط قَلَب.. بل نسوا قضية { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ } وأخذ في قضية النصيب من الدنيا.. إذن هناك خطورة جدا في الغفلة عن هذا الموضوع.. المهم الذي نحن بأمس الحاجة إليه كل لحظة في كل حركة، ولذلك من أسرار قراءتنا للفاتحة، وفرض الله تعالى علينا الفاتحة في اليوم والليلة (17) مرة ونحن نقول {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } لاحضوا التوازن
.. إذن توازن في العبادة.. توازن في العمل الصالح.. توازن في العقيدة، والفكر الصحيح {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ } أنت تسأل الله تعالى كل يوم وليلة (18) مرة في الفرائض فقط دون النوافل.. هذا التوازن الذي هو أمر مهم جدا، والميل عنه مصيبة، ولذلك هل تعلم فعلا، وأنت تقرأ الفاتحة بأنها تتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم.. الضلال التشدد.. الغلو.. التساهل، والانحراف.. فتسأل الله تعالى أن يرزقك الصراط المستقيم بين هذا، وذاك
. إذن هذه القضية التي فعلا نحن نحتاجها.. بل نحن بأمس الحاجة إليها في مثل هذا الزمن.. هذه الآيات يا إخوة قاعدة عظيمة في النظرة إلى الحياة، والعيش فيها عباد الرحمن حياتهم أنموذج في الاعتدال والتوازن { وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } في كل شؤونهم.. في كل صغيرة، وكبيرة، ولذلك جاء التشريع في هذا الدين العظيم كله ليقوم على هذا البناء في تحقيق التوازن والاعتدال.. بعيدا عن الإسراف، وبعيدا عن التقتير لم لو أخذنا قضية ما ورد في الآية الإسراف والتقتير { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا } ما أهلك الناس اليوم إلا الإسراف، والتقتير.. فالإسراف مفسدة للنفس والمال، ومفسدة للمجتمع، وكذلك التقتير هو أيضا حبس للمال عن انتفاع صاحبه به، وعن انتفاع المجتمع به.. المجتمع.. فهذا أمانة ليدك فإذا حبسته فأنت تضر نفسك، وتضر المجتمع من حولك.. أرأيتم لو أن عائلا يعول عائلته أو أب يعول أهله، وقتر عليهم هذا التقتير العجيب، والمال عنده لديه.. لكن الجشع، والطمع أصابه.. فأحرقه، وأهلكه، وضر من حوله.. كذلك لو أن رجل الأعمال أو التاجر حبس ماله عن الانتفاع به سواء لمصلحته أو للمجتمع وبلده ووطنه.. فلاشك أن هذا فيه مضرة.. الذين ينقلون أموالهم خارج بلادهم، وتجد أن الآخرين هم الذين ينتفعون.. لا شك أن البلد له حق، وله واجب، وبالتالي انتفع بماله.. بمال هذا الإنسان غيره، ولذلك لاحظ الآية في قضية التوازن في كل شيء
. إذن المال أداة اجتماعية لتحقيق خدمات اجتماعية.. الإسراف والتقتير يحدثان اختلالا في المحيط الاجتماعي حول هذا الإنسان يحدثان اختلال كبير في المجال الاقتصادي.. حبس الأموال يحدث أزمات، ومثله إطلاقها بغير حساب.. أيضا يحدث أزمات ما أزمات اليوم سوق المال، وأزمات السهم، وأزمات المصائب هذه إلا بسبب الاختلال في هذا الميزان؛ لنعلم عظمة الإسلام.. أين تكون في مثل هذه الآيات؟ لو أننا فعلا كنا على قناعة أن القرآن دستور لنا، وأنه كلام ربنا، وأنه كلام الذين لا ينطق عن الهوى، وأنه سبحانه وتعالى إنما أراده لنا عملا في الحياة سلوك، وتطبيق، وليس مجرد والله قراءة، وحفظ، وطباعة.. ينتهي الأمر
.. أرجوا أن نتدبر مثل هذا؛ لأن هذا الأمر مهم، ومهم للغاية فعلا في حياتنا.. فنحن بأمس الحاجة لفهم هذا الموضوع.
لعلك تسأل، وتقول ما هو ضابط هذا التوازن؟ لأننا كلنا نحب فعلا الاعتدال، والتوازن في كل أمرونا.. لكنننا يا ترى هل نحن نفهم ما حقيقة التوازن؟ كيف يكون الاعتدال؟ هل هناك ضابط؟ هل هناك معيار نستطيع من خلاله نعرف فعلا هل هذا الأمر متوازن أم لا؟ طبعا لا شك أن كل أمر يحتاج إلى ضابط، ومعيار، ومن الصعب جدا أن نحدد هذا المعيار في مثل هذا اللقاء لكل شيء.. لكن الضابط الدقيق أن لا تنفق في غير حق، ولا تمسك في حق هو عليك.. لاحظ أن تعطي كل ذي حق حقه من غير زيادة، ولا نقص.. الزيادة هو الإسراف الوارد في الآية، والنقص هو التقتير الوارد في الآية، وهذا لاشك ينشأ عن معرفة حقائق الأشياء.. ما عليها، وما لها معرفة حدودها، وغاياتها، ومنافعها، وهذه الحكمة التي أعطاها الله عز وجل، والتي أخبر الله تعالى عنها كما في سورة البقرة كما في (269) يوم قال الله تعالى { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } فأهل التخصص في الاقتصاد.. أهل التخصص في الشريعة.. أهل التخصص في الإعلام.. كل الذي يستطيع أن يزن ما هو الميزان الصحيح دون أن يدخل بعضهم على بعض.. دون أن يختل الميزان الاجتماعي في المجتمع فيصبح لك.. يتحدث فيما لا مجال فيه فيهلك المجتمع، ويحدث الاختلال الذي فعلا أشرنا إليه
. إذن لاحظ جمال، وروعة الآية في لفظ الحق عز وجل { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } قواما هنا القوام في لغة العرب وهو يأتي بفتح القاف هو الشيء بين الشيئين.. الوسط بين الطرفين
.. يقال للمرأة المعتدل الخلق قوامها حسن.. جسمها.. جسدها حسن معتدل، ولذلك معاوية بن قرة يقول: من يدلني على رجل بكاء في الليل بسام في النهار؟ لاحظ التوازن الجميل.. بكاء في الليل بسام في النهر.. بعض الناس شوف التربية الروحية.. بكاء في الليل التربية النفسية الصحية.. بسام في النهار التربية الجسدية أو الرياضية " إن لجسمك عليك حقا " ولذلك الناس ربما يستغربون يستغرب بعض الناس يوم يرى مثلا عالما أو عابدا، والله عليه لباس رياضي ليؤدي بعض التمارين الرياضية
.. كمثال أذكر مرة من المرات كنتم عندي برنامج مشي فكنت أمشي وأنا لابس لباس الرياضة.. يعني قريب من البيت.. فإذا مجموعة من الشباب بسيارة يذهبون، ويجيئون مستغربين، والله من هذا الذي يمشي، وبلباس رياضة ما يعني مثل هذه الصورة التي ذكرتها لكم.. فلما جاءوا في الخامسة، وربما في السادسة، وإذا بهم يخرجون من نوافذ السيارة يقولون: ما شاء الله أحلى يا شيخ.. أحلى يا شيخ.. يعني كأنهم يستغربون أن شيخا أو طالب علم أو عابدا أو صالحا أو غير ذلك أنه والله يلبس لباس رياضي، ويجري.. ليش؟ إيش الغرابة في هذا الأمر؟ ما الغرابة في مثل هذا الأمر؟ هكذا يكون التوازن في الحياة، ولذلك لاحظ كلمة معاوية بن قرة كلمة حقيقة تدلك على شخصية متزنة متكاملة.. من يدلني على رجل بكاء في الليل بسام في النهار؟ يعطي الله تعالى حقه من العبادة، والدعاء، وأيضا والله يا أخي له حق الابتسامة، ولذلك تجد البعض كما ذكرت إذا ضحك العالم استغربوا إذا لعب العالم ربما ساعة رياضة استغربوا إذا ربما لبس لباس الرياضة، والسباحة استغربوا، وتعجبوا.. أصبح هذا مستنكر عليهم مع أن هذا هو الأمر الطبيعي.. هذا هو الأمر الطبيعي الذي يجب أن يدرج عليه ال
1 أفي التواضع في قوله تعالى -..
2- والعفو
3- والقيام والصلاة والمناجاة في قوله
4- وكذلك تعوذهم من النار في قوله
ناس في مثل هذه الأمور
فضيلة الداعية.مصطفى حسنى
حلقة قديمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
Sheva مراقب
mms : عدد الرسائل : 648 تاريخ الميلاد : 06/03/1991 العمل/الترفيه : Dr تحت التمرين المزاج : mysterious نقاط : 111600 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: رد: التوازن في حياة عباد الرحمن الثلاثاء مارس 23, 2010 5:37 pm | |
| | |
|
ahmed ghanem شخصيات VIP
mms : عدد الرسائل : 295 تاريخ الميلاد : 14/09/1994 الموقع : ماتتنرلتن العمل/الترفيه : الانترنت.كرة القدم المزاج : .............................. نقاط : 108722 تاريخ التسجيل : 20/10/2009
| موضوع: رد: التوازن في حياة عباد الرحمن الثلاثاء مارس 23, 2010 7:42 pm | |
| شكرا لمرورك الجميل يا دكتور | |
|
Hamo Admin
mms : عدد الرسائل : 459 تاريخ الميلاد : 27/10/1991 المزاج : تمام الحمد لله ع كل شي نقاط : 105598 تاريخ التسجيل : 07/03/2010
| موضوع: رد: التوازن في حياة عباد الرحمن الثلاثاء مارس 23, 2010 11:01 pm | |
| | |
|
ahmed ghanem شخصيات VIP
mms : عدد الرسائل : 295 تاريخ الميلاد : 14/09/1994 الموقع : ماتتنرلتن العمل/الترفيه : الانترنت.كرة القدم المزاج : .............................. نقاط : 108722 تاريخ التسجيل : 20/10/2009
| موضوع: رد: التوازن في حياة عباد الرحمن الثلاثاء مارس 23, 2010 11:05 pm | |
| | |
|